لغة

تمثّل فئة النساء والشباب مورداً غير مستغلّ في الأردن، فعلى الرغم من ارتفاع مستويات التعليم، إلا أنّ مؤشرات المملكة للقوى العاملة والمشاركة المدنية والإنتاجية والمساواة بين الجنسين تعدّ من بين الأدنى في العالم.

فمن جهة، يشارك أقلّ من خُمس النساء في الأردن في القوى العاملة، ويعود ذلك إلى الأعراف الاجتماعية التي لا تشجع النساء على العمل إضافةً إلى محدودية الخدمات الداعمة التي تمكّنهن من المشاركة الاقتصادية، مثل وسائل النقل وخدمات رعاية الأطفال. كذلك فإنّ قلة من النساء يتولّين أدواراً قيادية في القطاعين الخاص والحكومي، ولا يزال تمثيل المرأة ضئيلاً في البرلمان على الرغم من تزايد عدد النساء المرشحات للانتخابات.

ومن جهة أخرى، فإنّ ثلثي سكان الأردن هم دون سنّ الثلاثين وحوالي ثلث الفئة السكانية الشابة (15-30 عاماً) عاطلون عن العمل، حيث تتفاقم المشكلة نتيجة عدم كفاية فرص العمل ووجود نظام تعليمي لا يُعدّهم للانضمام إلى القوى العاملة. كذلك تعدّ فرص الشابات والشبان للمشاركة السياسية والمدنية محدودة، وهم يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى الموارد وخدمات الدعم، مما يؤثر على قدرتهم ودوافعهم لإحداث تغيير إيجابي في مجتمعاتهم، ويقودهم إلى اللامبالاة والإحباط.

ومن هنا، تشجع برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتيسّر المشاركة العادلة للنساء والشباب في الاقتصاد والحياة العامة، الأمر الذي يعدّ ضرورياً للاستقرار السياسي والاقتصادي للمملكة.

محاور التركيز

معايير اجتماعية شاملة للجميع 

تعد الأسر والمجتمعات والمنظمات الداعمة جوهرية لضمان وصول النساء والشباب إلى الفرص التي يحتاجون إليها لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. بالتعاون مع الحكومة الأردنية، تعمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية على رفع مستوى الوعي بالاتجاهات والقيم الاجتماعية التي تعيق المشاركة الاقتصادية والسياسية والمدنية للنساء والشباب، وذلك من خلال النقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمبادرات الشبابية وأنشطة التوعية والتدريب.

تعمل مبادرات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية القائمة على احتياجات السوق، مثل التدريب أثناء العمل، على تزويد النساء والشباب بالمهارات اللازمة للمشاركة في الاقتصاد وإعدادهم بشكل أفضل لإدارة حياتهم. كذلك تُشرك برامج المشاركة المدنية والسياسية النساء والشباب في عملية صنع القرار وتعمل على إيجاد السبل لمشاركتهم في الحياة العامة.

الإنجازات الجديرة بالذكر 

  • من بين التطورات التي تحمي حقوق المرأة وتشجع مشاركتها في المجال العام: إلغاء مادة في قانون العقوبات تعفي مرتكبي الاعتداء الجنسي من العقوبة في حال الزواج من ضحاياهم، واعتماد وتنفيذ نظام العمل المرن لتشجيع المشاركة الاقتصادية للمرأة، وإطلاق دليل حول مكافحة العنف ضد المرأة في الحياة العامة لمساعدة النساء على مواجهة التحديات التي تعترضهنّ عند سعيهنّ لتولّي أدوار قيادية في الأردن.
  • يفتقر الشباب في الأردن إلى فرص المشاركة المدنية. وبالرغم ذلك استفاد أكثر من 3,000 شاب وشابة من المهارات المكتسبة من خلال برامج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في تحديد التحديات التي كانوا يواجهونها في مجتمعاتهم، ووضعوا التوصيات بشأنها وقدموها إلى المسؤولين الحكوميين من خلال حوار وطني، كما تمّ دمج توصيات الشباب في استراتيجية وزارة الشباب للفترة 2019-2025.
  •  لمساعدة الشباب على تطوير المهارات اللازمة ليكونوا مواطنين فاعلين ومنتجين، قام ميسرون بتدريب أكثر من 7,000 شاب وشابة في جميع أنحاء الأردن على مهارات التفكير النقدي وصنع القرار والمشاركة المدنية ومهارات المدافعة، حيث حدد الشباب مجالات العمل ذات الأولوية وأنشأوا نوادي تعليمية لخلق مبادرات حول مواضيع مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة وريادة الأعمال وجاهزية القوى العاملة وتنمية المجتمعات المحلية والإدماج الاجتماعي. 
  • ساهمت التغييرات في السياسات في تسهيل عملية التسجيل أمام 17,000 مشروع منزلي، العديد منها مملوك للنساء والشباب، مما مهّد الطريق أمام الحماية القانونية وفرص الاستثمار.
  • منذ عام 2018، درّبت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حوالي 1,300 شاب وشابة ونجحت في تعيينهم في وظائف بدوام كامل في جميع أنحاء المملكة ضمن قطاعات مثل صناعة الملابس والتجزئة والسيارات. كذلك قام برنامج منفصل، يتمحور حول قطاع الضيافة، بتوظيف 1,200 شاب وشابة في مطاعم في مختلف أنحاء الأردن، وقدم لهم التدريب أثناء العمل لمساعدتهم على النجاح.